وقوله صلى الله عليه وآله في حقه أيضا في مسيره إلى تبوك: " رحم الله أبا ذر،
____________________
1 - نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، جزء 3، ص 57 - 58 (وكذا في الجزء 8، ص 260 - 261 مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ) عن الواقدي عن مالك بن أبي الرجال عن موسى بن ميسرة: إن أبا الأسود الدئلي قال: كنت أحب لقاء أبي ذر لأسأله عن سبب خروجه، فنزلت الربذة، فقلت له: ألا تخبرني أخرجت من المدينة طائعا أم أخرجت مكرها؟ فقال: كنت في ثغر من ثغور المسلمين أغني عنهم، فأخرجت إلى مدينة الرسول عليه السلام، فقلت: أصحابي ودار هجرتي، فأخرجت منها إلى ما ترى، ثم قال: بينا أنا ذات ليلة نائم في المسجد إذ مر بي رسول الله صلى الله عليه وآله، فضربني برجله وقال: " لا أراك نائما في المسجد " فقلت: بأبي أنت وأمي غلبتني عيني فنمت فيه، فقال: " كيف تصنع إذا أخرجوك منه "؟ فقلت: إذن ألحق بالشام، فإنها أرض مقدسة، وأرض بقية الإسلام وأرض الجهاد، فقال: " فكيف تصنع إذا أخرجت منها "؟ فقلت: أرجع إلى المسجد قال: " فكيف تصنع إذا أخرجوك منه؟ قلت: آخذ سيفي فأضرب به، فقال صلى الله عليه وآله: " ألا أدلك على خير من ذلك، انسق معهم حيث ساقوك، وتسمع وتطيع " فسمعت وأطعت، وأنا أسمع وأطيع، والله ليلقين الله عثمان وهو آثم في جنبي. - ونقله عن الواقدي أيضا علي بن يونس العاملي في الجزء 3 من كتابه (الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) ص 33، وكذا صاحب إحقاق الحق في مطاعن عثمان. - وقريب منه ما في مسند أحمد جزء 5، ص 144 و156. - و بحار الأنوار للمجلسي (كتاب تاريخ نبينا، باب معجزاته صلى الله عليه وآله في إخباره بالمغيبات، نقلا عن الخرائج. - وعد ابن شهرآشوب في كتاب المناقب جزء 1، ص 109 من معجزات أقواله صلى الله عليه وآله قوله لأبي ذر: " كيف تصنع إذا أخرجت منها " الخبر. - وفي الشفاء للقاضي وشرحه لعلي القاري، جزء 1، ص 700 هكذا: وأخبر (صلى الله عليه وآله) أبا ذر بتطريده كما كان، و وجده في المسجد نائما فقال: " كيف بك إذا أخرجت منه " قال: اسكن المسجد الحرام، قال: " فإذا أخرجت منه " الحديث.