لا يترك ابن أبي طالب يا رسول الله زهوه، (1) فقال لك: " مه أنه ليس بذي زهو، أما إنك ستقاتله وأنت له ظالم "؟ فاسترجع الزبير وقال: لقد كان ذلك ولكن الدهر أنسانيه. فرجع. وفي نقل آخر: فقال له علي عليه السلام إنما دعوتك لأذكرك حديثا قاله لي ولك رسول الله صلى الله عليه وآله، أتذكر يوم رآك وأنت معتنقي، فقال لك: " أتحبه "؟ قلت: وما لي لا أحبه وهو أخي وابن خالي، فقال: " أما إنك ستحاربه وأنت ظالم له " فاسترجع الزبير، وقال: أذكرتني ما أنسانيه الدهر، ورجع إلى صفوفه، فقال له عبد الله ابنه: لقد رجعت إلينا بغير الوجه الذي فارقتنا به. فقال:
أذكرني على حديثا أنسانيه الدهر، فلا أحاربه أبدا، وإني لراجع وتارككم منذ اليوم، فقال له عبد الله: ما أراك إلا جبنت عن سيوف بني عبد المطلب، إنها لسيوف حداد، تحملها فتية أنجاد، فقال الزبير:
ويلك، أتهيجني على حربه؟ أما أني قد حلفت أن لا أحاربه، قال:
كفر عن يمينك، لا تتحدث نساء قريش أنك جبنت وما كنت جبانا، فقال الزبير: غلامي مكحول حر كفارة عن يميني، ثم أنصل (2) سنان رمحه وحمل على عسكر علي عليه السلام برمح لا سنان له، فقال علي عليه السلام:
أفرجوا له فإنه مخرج، ثم عاد إلى أصحابه، ثم حمل ثانية، ثم ثالثة،
____________________
1 - 2 - الزهو: الكبر والتيه، و- الفخر. وأنصل الشيء من الشيء:
أخرجه. " أقرب الموارد ".
أخرجه. " أقرب الموارد ".