لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ١٠٠
[.....]
____________________
فأعينونا على دفنه، فاستهل عبد الله بن مسعود يبكي ويقول: صدق رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك، ثم نزل هو و أصحابه فواروه، ثم حدثهم عبد الله بن مسعود حديثه، وما قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في مسيره إلى تبوك.
وفي تفسير علي بن إبراهيم على ما في البحار للمجلسي (كتاب تاريخ نبينا باب كيفية إسلام أبي ذر). - وتفسير البرهان للبحراني، ج 2، ص 131، واللفظ للأول: كان أبو ذر تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك ثلاثة أيام، وذلك أن جملة كان أعجف (أي ذهب سمنه وضعف) فلحق بعد ثلاثة أيام [به] ووقف عليه جمله في بعض الطريق، فتركه وحمل ثيابه على ظهره، فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخص مقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
" كن أبا ذر " فقالوا: هو أبو ذر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أدركوه بالماء فإنه عطشان " فأدركوه بالماء، ووافى أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه إدواة فيها ماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا با ذر معك ماء وعطشت " فقال: نعم يا رسول الله بأبي أنت وأمي، انتهيت إلى صخرة وعليها ماء السماء، فذقته فإذا هو عذب بارد، فقلت: لا أشربه حتى يشربه حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا أبا ذر رحمك الله، تعيش وحدك وتموت وحدك، وتبعث وحدك، وتدخل الجنة وحدك، يسعد بك قوم من أهل العراق، يتولون غسلك وتجهيزك والصلاة عليك ودفنك، فلما سير به عثمان إلى الربذة فمات بها ابنه ذر وقف على قبره... وكانت لأبي ذر غنيمات يعيش هو وعياله منها، فأصابها داء يقال لها النقاز (داء للماشية شبه الطاعون) فماتت كلها، فأصاب أبا ذر وابنته الجوع وماتت أهله، فقالت ابنته: أصابنا الجوع وبقينا ثلاثة أيام لم نأكل شيئا، فقال لي أبي: قومي بنا إلى الرمل نطلب ألقت (حب برى يأكله أهل البادية عام القحط بعد دقه وطبخه) فصرنا إلى الرمل فلم نجد شيئا، فجمع أبي رملا ووضع رأسه عليه، ورأيت عينيه قد انقلبتا، فبكيت فقلت له: يا أبه كيف أصنع بك وأنا وحيدة؟ فقال: يا بنتي لا تخافي، فإني إذا مت جاءك من أهل العراق من يكفيك أمري، فإني [فإنه] أخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك، فقال لي: " يا أبا ذر تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك، وتدخل الجنة وحدك، يسعد بك قوم من أهل العراق يتولون غسلك وتجهيزك ودفنك، فإذا مت فمدي الكساء على وجهي، ثم اقعدي على طريق العراق، فإذا أقبل ركب فقومي إليهم وقولي: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قد توفي... قالت ابنته: فلما مات مددت الكساء
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 97 98 99 100 101 102 104 105 106 ... » »»