لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٨٨
على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأدعوك بدعاء الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك " فلما قرأه مزقه، وقال: يكتب إلي هذا وهو عبدي، ثم كتب كسرى إلى باذان وهو على اليمن: أن ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين من عندك جلدين فليأتياني به، فبعث باذان قهرمانه وهو بابويه، وكان كاتبا حاسبا بكتاب فارس، وبعث معه رجلا من الفرس يقال له خرخسرة، وكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى، وقال لبابويه: إئت بلد هذا الرجل، وكلمه وائتني بخبره.
فخرجا حتى قدما الطائف، فوجدا رجالا من قريش بنخب من أرض الطائف، فسألاهم عنه، فقالوا: هو بالمدينة، واستبشروا بهما وفرحوا، وقال بعضهم لبعض: أبشروا، فقد نصب له كسرى ملك الملوك، كفيتم الرجل، فخرجا حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وآله، فكلمه بابويه، فقال:
إن شاهان شاه ملك الملوك كسرى قد كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتيه بك، وقد بعثني إليك لتنطلق معي، فإن فعلت كتب فيك إلى ملك الملوك ينفعك ويكفه عنك، وإن أبيت فهو من قد علمت، فهو مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك، ودخلا على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما، فكره النظر إليهما، ثم أقبل عليهما، فقال: " ويلكما من أمركما بهذا " قالا: أمرنا بهذا ربنا، يعنيان كسرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لكن ربي قد أمرني بإعفاء لحيتي وقص شاربي " ثم قال لهما: " ارجعا حتى تأتياني
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»