لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٨٣
(صلى الله عليه وآله) حتى أقتله، فإن لي قبلهم علة، ابني أسير في أيديهم، فاغتنمها صفوان، وقال: على دينك، أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا، لا يسعني شئ ويعجز عنهم، فقال له عمير: فاكتم شأني وشأنك، قال: أفعل، ثم أمر عمير بسيفه، فشحذ له وسم، (1) ثم انطلق حتى قدم المدينة، فبينا عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، ويذكرون ما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم، إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب، حين أناخ على باب المسجد متوشحا السيف، فقال:
هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب، والله ما جاء إلا لشر، وهو الذي حرش بيننا وحزرنا للقوم يوم بدر، (2) ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه، (3) قال: " فأدخله على " قال: فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها، (4) وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار: ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله فاجلسوا عنده، واحذروا عليه من هذا الخبيث فإنه غير مأمون، ثم دخل به على رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله، وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه، قال: " أرسله يا عمر، أدن يا عمير " فدنا ثم قال: أنعموا صباحا، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة " فقال أما والله يا محمد، إن كنت بها لحديث عهد،
____________________
1 - 2 - 3 - 4 - شحذ السكين ونحوه شحذا: أحده، وحرش بين القوم: أغرى بعضهم ببعض، وأغرى بينهم العداوة: ألقاها كأنه ألزقها بهم وأفسد بينهم. وحرز الشيء حرزا ومحرزة: قدره بالحدس. وتوشح بسيفه: تقلد به. والحمالة بالكسر:
علاقة السيف. ولبب فلان فلانا: أخذ بتلبيبه أي جمع ثيابه عند صدره ونحره في الخصومة ثم جره، يقال: لبب خصمه فعتله إلى القاضي. " أقرب الموارد ".
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»