لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ١١٨
5 - إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما خرج من الغار متوجها إلى المدينة - وقد كانت قريش جعلت لمن أخذه مائة من الإبل - فخرج سراقة بن مالك بن جعشم فيمن يطلب، فلحق برسول الله صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
" اللهم اكفني شر سراقة بما شئت " فساخت (1) قوائم فرسه، فثنى رجله (2) ثم اشتد (3) فقال: يا محمد، إني علمت أن الذي أصاب قوائم فرسي إنما هو من قبلك، فادع الله أن يطلق لي فرسي، فلعمري إن لم يصبكم (يصبك - خ ل) مني خير لم يصبكم (يصبكم - خ ل) مني شر، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله، فأطلق الله عز وجل فرسه، فعاد في طلب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى فعل ذلك ثلاث مرات، كل ذلك يدعو رسول الله صلى الله عليه وآله، فتأخذ الأرض قوائم فرسه، فلما أطلقه في الثالثة قال: يا محمد، هذه إبلي بين يديك فيها غلامي، فإن احتجت إلى ظهر أو لبن فخذ منه، وهذا سهم من كنانتي علامة، وأنا أرجع فأرد عنك الطلب، فقال: " لا حاجة لنا فيما عندك. (4)
____________________
للكازروني، وتفسير علي بن إبراهيم القمي، وكتاب الخرائج. - وإعلام الورى للطبرسي، ص 34 - 45. - ومجمع البيان له أيضا، جزء 5، ص 31. - وتفسير البرهان للبحراني، ج 2، ص 128. - وفي مفاتيح الغيب للفخر الرازي، جزء 63 مختصره. وفي حياة الحيوان للدميري، جزء 2، ص 166: ويكفي العنكبوت فخرا وشرفا نسجها على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في الغار، والقصة في ذلك مشهورة في كتب التفاسير والسير وغيرها.
1 - 3 - ساخت قوائم الدابة: أي غاصت في الأرض وساخت، ومنه " فساخت يد فرسي " أي دخلت في الأرض وغابت. واشتد فلان في العدو: أسرع. " أقرب الموارد ".
2 - ثنى رجله عن دابته: ضمها إلى فخده فنزل. " ذيل أقرب الموارد ".
4 - الكافي (كتاب الروضة) ص 263. - وقريب مما ذكر ما في إعلام الورى للطبرسي، ص 33 - 34. - والمناقب لابن شهرآشوب. جزء 1، ص 71 - 72. - والبحار للمجلسي (كتاب تاريخ نبينا) باب جوامع معجزاته ونوادرها، نقلا عن قرب الإسناد، وباب الهجرة ومباديها، ونقلا عن الخرائج وغيره من الكتب. - و
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»