لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ١١٣
إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون " (1) فأتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآله، وهم يطوفون بالبيت، فقام وقام رسول الله صلى الله عليه وآله إلى جنبه، فمر به الأسود بن المطلب، فرمى في وجهه، بورقة خضراء، فعمى. ومر به الأسود بن عبد يغوث، فأشار إلى بطنه، فاستسقى (بطنه) فمات منه حبسنا (2). ومر به الوليد بن المغيرة، فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله، كان أصابه قبل ذلك بسنين وهو يجر سبله، (3) وذلك أنه مر برجل من خزاعة وهو يريش نبلا له، (4) فتعلق سهم من نبله بأزاره، فخدش في رجله ذلك الخدش (5) وليس بشيء، فانتقض به، (6) فقتله، ومر به العاص بن وائل، فأشار إلى أخمص رجله، (7) فخرج على حمار له يريد الطائف، فربض به (8) على شبارقة [شبرقة - خ ل] (9) فدخلت في أخمص رجله شوكة فقتلته. ومر به الحارث بن الطلاطلة، فأشار إلى رأسه فامتخض قيحا (10) فقتله (11).
____________________
1 - سورة الحجر، آية 94 - 95 - 96.
2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - حبن الرجل حبنا، عظم بطنه وورم، والحبن:
مصدر، و- داء في البطن يعظم منه ويرم، وهو الاستسقاء الزقى. وجر سبلته: أي ثيابه. والنبل: السهام العربية. وراش السهم: الزق عليه الريش. وخدشه خدشا: خمشه، و- الجلد: مزقه قل أو كثر، وقيل: قشره بعود ونحوه، والخدش أيضا: اسم الأثر الذي يحدث من الخدش، وقيل: جرح لا يسيل دمه، يقال " في جلده خدش ". وانتقض الجرح بعد برئه: أي نكس (عاد). والأخمص: ما لا يصيب الأرض من باطن القدم، وربما يراد به القدم كلها. وربضت الدابة ربضا. مثل بركت الإبل، وربض الأسد على فريسته والقرن على قرنه: برك. " أقرب الموارد ".
9 - الشبرق: نبت حجازي يؤكل وله شوك، فإذا يبس سمي ضريعا. " مجمع البحرين ".
10 - امتخض اللبن: تحرك في الممخضة " أقرب الموارد ". ومعناه في المقام:
إن القيح تحرك في رأسه وانتشر.
11 - السيرة النبوية لابن هشام، القسم 1، ص 408 إلى 410. وفي مجمع البيان
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»