شيخ البطحاء أبو طالب (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٤٣
عليه أنها كانت في سنين الجدب والقحط التي مات فيها الناس جوعا وعطشا، تحرم أولادها من القوت الضروري وتطعمه إياه، وبمجرد أن يمد يده إلى الطعام تحل البركة فكلهم يأكلون ويشبعون والزاد كما هو، واستمرت تعامله بهذه المعاملة الفدائية إلى أن شب وترعرع، وأسرعت إلى تصديقه والإيمان برسالته والإخلاص له في السر والعلانية هي وزوجها وأولادهما منذ أن بدأ يدعو الناس لعبادة الواحد الأحد، والاستخفاف بعبادة الأصنام والأوثان التي اتخذوها أربابا من دون الله، لأنهم في الأصل كانوا أحناف موحدون على دين جدهم إبراهيم الخليل.
ولم يكن النبي محمد بن عبد الله، وهو الوفي الكريم الذي علم أجيال الناس الوفاء والإحسان، أن ينسى مواقفها الجليلة التي أنسته فقد أبيه وأمه وجده، فلما ماتت بكاها بكاء الثكلى، وقال والدموع تنهمر من
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست