شيخ البطحاء أبو طالب (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٤١
وجاء عن علي (عليه السلام) أنه قال: إن أبي ساد الناس فقيرا وما ساد الناس وقريش فقير غيره من قبل.
وما كان يعنيه شئ كما تعنيه رعاية محمد قط من المحافظة عليه، والحرص على حياته، فإذا اضطر إلى سفر لخارج مكة أو الحجاز أخرجه معه، وكانت أولى سفرات النبي (صلى الله عليه وآله) مع عمه إلى بصرى وله من العمر تسع سنين، فلم تطب نفس أبي طالب يوم ذاك أن يتركه مع أولاده ويمضي في سفرته الطويلة هذه، في حين أن زوجته الطاهرة فاطمة بنت أسد كانت تحرص عليه أكثر مما كانت تحرص على أولادها وصبيتها، وترعاه في ليلها ونهارها.
ويقول المؤرخون وأهل الأخبار أن الأحبار والرهبان ومن رآه من الكهان في تلك السفرة - لا سيما راهب بصرى (بحيرى)، الذي أخبر عمه أبو طالب أنه نبي هذه الأمة، وكان يعلم مما شاهده من صفاته ومعاجزه ومما
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست