وتصدى جيش عائشة فرش جيش علي - عليه السلام - بالنبال حتى قتل عدد من جيش علي - عليه السلام - وعلي - عليه السلام - صابر حتى ثبت له إصرارهم على الحرب، وعندها تقدم علي - عليه السلام - ونادى الزبير وذكره بحديث قاله له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو: " إنك ستقاتل عليا - عليه السلام - وأنت له ظالم " فاعتزل الحرب بعد ما قام به من مجازر بيده وأما طلحة فما أفاد به نصح علي - عليه السلام - وأصر مع عائشة على القتال حتى قتل وكان الذي قتله مروان حيث رماه بالسهم وقد قال إن دم عثمان عند هذا، راجع في ذلك مروج الذهب وطبقات ابن سعد والمستدرك وابن عساكر وأسد الغابة.
وقد قال مروان لأبان ابن عثمان كفيتك أحد قتلة أبيك عائشة في المعمعة بعد طلحة والزبير ظلت في هودجها وسط المعمعة تحرض القوم على القتال وكثر القتلى حول جملها لأنه كان لواءهم يوم ذاك وعائشة تشجع شيعتها وتنفخ فيهم الغيرة والحمية والعصبية الجاهلية حتى وقع ألوف القتلى حولها وعندها نادى علي - عليه السلام - وحث أصحابه أخص منهم عمار والأشتر بعقر الجمل فهو قبلة القوم وملاذهم وبؤرة الفتنة ولا تنتهي الحرب إلا بذلك فحملوا عليه حتى وقع لجنبه ففر من حوله كالجراد المنتشر وقطعوا بأمر علي - عليه السلام - انساع الهودج وحملوا عائشة بهودجها وأمر فأحرق الجمل وقال قارئا الآية (وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا) وترك رعاية عائشة لأخيها محمد بن أبي بكر وحينما عرفته قالت بأبي أنت وأمي الحمد لله الذي عافاك.
وأمر علي - عليه السلام - أن يضرب عليها قبة وينظر هل وصل إليها شئ فجاء