والعودة عما يريدون من توريط المسلمين فيه وامتناعهم حتى لإصغاء نصحائه والجلوس معه وقبول الحكم.
وأبو إلا الحرب وعندها خطب علي - عليه السلام - جيشه بعدم المبادرة وحتى منع الكلام المثير وعكسه للقول الحسن ومنع الاجهاز على جريح وعدم اتباع المدبر وعدم كشف عورة ولا مثلة بقتيل وعدم هتك ستر ولا دخول دار ولا نهب إلا ما وجد في المعسكر وعدم التعرض لامرأة وإن شتمت وما شاكل من النصائح الإنسانية الإسلامية. في الوقت الذي تجد الجهة الباغية تأمر برشق جيش علي - عليه السلام - وطلبت عائشة كفا من الحصاة وحصيت به وجوه جيش علي - عليه السلام - وصاحت بأعلى صوتها شاهت الوجوه فنادى رجل من جيش علي - عليه السلام - مخاطبا إياها " وما رميت إذ رميت ولكن الشيطان رمى " وعرض علي - عليه السلام - مصحف عليهم وأخبر لمن يعرضه عليهم بأنه مقتول (وهذه وما أخبر به عن عدد جيش أهل الكوفة المناصر من علم النبوة وعلم الله لنبيه ووصي نبيه - صلوات الله وسلامه عليهم) وهكذا كان فقد عرضه عليهم قائلا هو بيننا وبينكم من أوله إلى آخره والله في دمائنا ودمائكم فقطعوا يديه ثم قتلوه وعندها قال علي - عليه السلام - وجب قتالهم وأنشدت أم المقتول:
لا هم إن مسلما دعاهم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم وأمهم قائمة تراهم * يأتمرون الغي لا تنهاهم قد خضبت من علق لحاهم تلقى المقتول أول ضربة ضرب بها من أحد خدم عائشة (لا شك كان بأمرها) فقطع يده وأرادوا بعد قتله قتل عمار ابن ياسر الذي جاءهم ناصحا فرشقوه بالنبل حتى عاد.