شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٦٥
الشاعر التتري:
فهل علم شاعرنا في قصيدته التترية ما أحدثته أم المؤمنين من الفتن وما أفسدته على زوجها من الجهود العظيمة الذي بذل فيها ما بذل. تلك الأولى أم الفتن في السقيفة تعاضد أباها والثانية تشد إزر ابن عمها طلحة وزوج أختها الزبير وبنيهم ويحدوها حقدها وحسدها لآل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكيف سببت النكبات في جسم الأمة الإسلامية والله لها بالمرصاد وسوف يطبق عليها ما ورد في كتاب الله الكريم أن لها ضعفا كما لغيرها يوم لا ترى فيه من ولي ولا نصير، يوم يقف لها رسول الله وعلي وبضعته - صلوات الله عليهم - وذراريه وصحابته والمسلمون طالبين بما أصابتهم هي وذويها من الظلم والحيف وما الله بغافل عما يعمل الظالمون.
فهل يريد شاعرنا التتري بعد هذا أن يكون من شيعتها فندعو له بذلك اللهم إن أراد ذلك فاحشره معها. وماذا عنى بقوله وأقول أم المؤمنين * عقوقها إحدى الكبر ويقول ما كنت إلى * الحسنين بغضا مستتر (1) أو جاهرت زمن الحياة * وفي الممات كمن جهر

(1) فقد كانت أم المؤمنين تتحجب من الحسنين وهي بمقام جدتهما وهي التي مانعت من دفن الحسن السبط في بيته إلى جوار جده وركبت بغلة وحف بها بنو أمية من أجل ذلك حتى خاطبها ابن عباس بقوله يوم على جمل ويوم على بغل هاتكة ستر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم. حتى قال الشاعر فيها:
تجملت تبغلت * وإن عشت تفيلت
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»