شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٣٤
انظر إلى هذه القساوة وانظر إلى هذه القلوب القاسية التي فارقت كل رحمة ورأفة فبعدا لهم يقتلون الزوج ويولهون الزوجة وهي مسجونة بئيسة بيدهم والله للظالمين بالمرصاد. وإن التهمة التي اتهم بها عمرو بن الحمق فقد أنكرها عليه الكتاب. فراجع ابن كثير في تاريخه ج 7 ص 175 و 199.
قتل الحضرميين جاء في كتاب المحبر لأبي جعفر محمد بن حبيب البغدادي المتوفى سنة 245 أن زيادا صلب مسلم بن ريمر وعبد الله بن نجي الحضرميين على أبوابهما أياما بالكوفة وكانا شيعيين وذلك بأمر معاوية. ومعاوية هذا يريد أن يتبرأ من دين علي عليه السلام وما دين علي عليه السلام إلا دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم. فما قول القارئ الكريم بدين معاوية أليس هو ذلك الكافر الذي لا يزال على دين آباءه المشركين.
قتله مالكا ومحمد بن أبي بكر ولقد بعث علي عليه السلام مالك الأشتر رضوان الله تعالى عليه لولاية مصر وكتب لأهل مصر ما يلي (راجع بذلك تاريخ الطبري ج 6 ص 55 ونهج البلاغة ج 2 ص 61 وشرح النهج ج 2 ص 30:
أما بعد: فقد بعثت إليكم عبدا من عباد الله لا ينام أيام الخوف، ولا ينكل عن الأعداء ساعات الروع، أشد على الفجار من حريق النار وهو مالك بن الحارث أخو مذحج فاسمعوا له وأطيعوا أمره فيما طابق الحق، فإنه سيف من سيوف الله لا كليل الضبة (تراه في الصواعق المحرقة ص 68) ولا يأبى الضربة، فإن أمركم أن تنفروا فانفروا وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا، فإنه لا يقدم ولا يحجم ولا يؤخر ولا
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»