الهموم وأرادا به العظيم " الخ.
فهنا نعرف من هذا الاعتراف إن معاوية الذي شهد لعلي عليه السلام وفضله على أبي بكر وعمر وما صنعا به وهما في مقدمة المهاجرين الأولين واللذان حضرا جميع الوقائع وصهري رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى سوابقهما وسنهما لا يبلغان مقام علي عليه السلام فكيف نرى لمثل معاوية الطليق ابن الطليق واللعين ابن اللعين على حد قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخالف أهل الحل والعقد في بيعة علي عليه السلام ويتخذ عثمان حجة فيطالب بدمه وهو ليس وليه ولوليه إقامة الدعوى إمام خليفة الوقت ذلك الخليفة الذي أطبقت الأمة جميعا أخص منهم الصحابة من المهاجرين والأنصار وأخص منهم البدريون والأحديون وأهل بيعة الرضوان، تلك البيعة التي لم تتم سوى لعلي عليه السلام وحده إذ الحقيقة إذا راجعت بيعة أبي بكر إنما كان من بايعه أقل من عشرة وعمر تسنمها بعهد أبي بكر وحده مع مخالفة الصحابة وعثمان بعهد عمر الملبس بالشورى كما مر. فماذا يقول معاوية هذا وإن معاوية يعرف حق المعرفة إن الخليفة المنصوص بالنص والسنة كما مر إنما هو علي عليه السلام ولو أراد أن يستخلف غيره فهو الوحيد الذي لا يحق له ذلك لأنه طليق وإنه ملعون بلسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
لعن أبي سفيان ومعاوية جاء في كتاب صفين ط مصر ص 247 عن علي بن الأقمر عن عبد الله بن عمر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فج فنظر إلى أبي سفيان وهو راكب ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق فلما نظر إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اللهم العن القائد والسائق والراكب. قلنا أنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: نعم وإلا صمتا أذناي كما عميتا عيناي.
وأيد ذلك الطبري في تاريخه ج 11 ص 357 قد رأى (صلى الله عليه وآله) أبا سفيان مقبلا