شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٨٠
واحدة مبعث الرحمة والعطف والمساواة والعدالة والبر والإحسان والأخلاق الفاضلة ومجمع الفضائل ومقر الكرامات والمناقب وعندها لعمت النعمة وطبق الإسلام والسعادة كل العالم ولكان العالم غير هذا في علمه وسلوكه وأخلاقه ومزاياه تلك التي أمر بها كتاب الله وسنها رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ورعتها الأئمة من ذريته، أولئك الذين قطعت السقيفة حقهم وحرمت العالم كله منهم.
الشورى ويقول ما الشورى بمفسدة * أساء بها وضر أو رامها لمناؤين * إلى علي واختمر وأراد عثمانا لها * وبني عمومته الأخر وأقرها لبني أمية * حين هدد واختصر الشورى وما أدراك ما الشورى! بؤرة الفتن! ما جاء بها! ما جاء فيها! ما خلفت من الويلات!
نرى عمر كيف تقدم في خطاه منذ الساعة التي دخل فيها في الإسلام وهو يتحين الفرص ليكون له كيانا ويظهر بها في مظهر أرفع لغيره ومقام أقرب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبدأها أن أدخل ابنته في زمرة زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذه أعظم الصلات إذ النساء يقربن البعيد ويبعدن القريب ولا شك وأن الصلة لا تتوثق من هذه الناحية إلا بإخلاص فائق تظهره الزوجة في أعمالها وأقوالها وشخصيتها في سلوكها ومنطقها أمام الزوج وبعدها بإنجاب أولاد له لكننا نراه في الأولى ألعوبة بيد عائشة في تلاعبها في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإغضابه من حين لآخر والثانية عدم إنجاب أولاد.
ونرى عمر يريد أن يظهر بمظهر الغيور على مصالح المسلمين فينتفر لسمعة
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»