شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٨١
الإسلام بشكل يظهر بها شكوكه بالإسلام فيصدق عليه المثل " لا يطاع الله من حيث يعصى " فهو يعترض كما مر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في إقراره الصلح مع المشركين ويشك بأقواله ووعوده في فتح مكة وقد مر ذكرها فيما جرى من السؤال بينهما.
وهنا أيضا لم يتوصل لإبداء آراءه لإثبات مركز منطقي يستهوي به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فحاول إظهار نفسه في الإدارة والشجاعة وهذا لا يخفى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعطاه الراية في خيبر بعد اليوم الذي اندحر فيه صاحبه أبو بكر وإذا به فارا مدبرا فأضاف إلى فراره وإدباره إدبارا في أحد يوم تركوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا مدافع عنه سوى علي عليه السلام، وهنا خانته الشجاعة بالرأي والسيف فعاد مندحرا، وقد ظهر سلوكه في عدة مرات أمام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها يوم شرب الخمرة ونعى فيها قتلى قريش بعد أن شج رأس عبد الرحمن بن عوف قبلها حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مغضبا وضربه بما في يده وقال انتهينا وبعدها أخذ يشرب النبيذ الشديد بدل الخمرة وقد مر ذكر ذلك.
ونراه في التآخي لم يحض أن بمؤاخاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا هو ولا صاحبه أبو بكر. وأنه في غلق الأبواب على مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بات كغيره من المهاجرين والأنصار ولم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سوى علي عليه السلام، فماذا يعمل عمر ليتقرب أكثر ويحرز مكانا أرقى ليظهر نفسه ويخفف من غرائزه الجياشة وهو لا يجد مناصا في كل المجالات سوى علي عليه السلام فهو السباق في الإسلام والتضحية والإخلاص والشجاعة والقرب والتآخي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفتح بابه على المسجد دون غيره ودخوله في صميم بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يتقرب؟ فرمى من بآخر ما في كنانته بأن تقدم بعد أن تقدم صاحبه أبو بكر
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»