للكتاب راجع جامع بيان العلم 2 ص 191 تلك السنة التي هي دائرة معارف الشريعة الإسلامية وفيها تفصيل مجملات الكتاب تلك التي مات عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وترك وصاياه وأحاديثه وشريعته في صدور صحابته البررة وأخص منهم من عرفهم بالتقوى والصدق والحافظة والوعي وقدرة الاجتهاد وكان العهد قريب لوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة مجتمعين في المدينة وفيهم النخبة المرموقين يعرف بعضهم بعضا ولا يخفون على أبي بكر وعمر فاستبدا أبو بكر وخلفه عمر بمنع تدوينها حتى بدأ بها أبو بكر ومزق ما لديه مما جمعه منها ونهى عن جمعها وتبعه عمر واستمروا حتى تشتت الصحابة ومات من مات وقضى مرور الزمان بنسيان الكثير منها، وهكذا ترى أبا بكر وأشد منه عمر يحرمان المسلمين من أعظم مصدر بل كل المصادر للمعارف الإسلامية وإسنادها كما جمع القرآن الكريم وبث الخلاف الذي حدث بعد ذلك والأيدي العابثة للدس والتحريف والوضع والجعل من المنافقين والمغرضين وأعداء الإسلام فيما يخص ذلك ونتيجة ذلك تمزيق الكلمة واختلاف المذاهب والخصومات العقائدية والعداء بين الأمة الواحدة مما فت في عضدها وهدد كيانها وأضعفها إلى ما رأينا.
وبعد ضربته تلك في صميم الكيان الإسلامي فما قولك في حملته الشعواء المخزية على كافة أرباب العلم والحكمة والفن مند بدء التاريخ الإنساني حتى زمانه فيمحو آثارهم ويحرم الأجيال القادمة في خلاصة الحضارات والثقافات والجهود العظيمة التي بذلت والدراسات الطويلة التي تحملها في سبيلها فحول العلماء والمشقات والبحوث فيقطع بذلك حلقة الوصل معيدا العالم القهقرى لسيئه وفكرة هي البؤرة الاتفاقية للجهل الفضيع وإطلاق جملة واحدة لم يعي أو وعى فهمها ويقوم بعمل يتبرأ منه الله ونبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم وخليفة رسول الله الذي نصبه علما في غدير خم. فيهدم أركان العلم من أساسه ويجد في محو آثاره هذا وقد سمع كلام الله في الإشادة بالعلم والعلماء (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقوله (صلى الله عليه وآله) طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وقوله (صلى الله عليه وآله) تعلم