شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٨٠
غيرها عندما يقال لأبي بكر أأنت الخليفة أم عمر يقول هو إن شاء الله. نعم لهم أسرار وأهداف اتفقا عليها. سلب آل البيت عليهم السلام تماما وتجريدهم من أي سلطة دينية ودنيوية ووضعها في جهة مخالفة معادية ومناوئة ولم يجدوا أشد من آل أمية وعلى رأسهم عثمان كاتب سر أبي بكر الذي خدم عمر وأدرج اسمه في العهد عند إغماء أبو بكر هذا هو الثالث الذي ثبتت خلافته بخدماته لعمر وأبي بكر وعمر - وعمر وأبو بكر كما جاء في كتاب معاوية لمحمد بن أبي بكر - كان يعلمان أن الخلافة لعلي عليه السلام وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الله نص على ذلك كرارا وهما لا يشكان بذلك ولا يشك بها أي صحابي وما كان علي عليه السلام من الضعف بحيث يسلب حقه ويسكت لولا وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إياه بالصبر وعلمهم بذلك ويعرفون إخلاص علي عليه السلام ويعرفون أنه لا يمكن أن يحيد قيد شعرة عما أوصاه به الله ورسوله (ص) (الصبر) أمام مظالمهم والسير معهم وإعانتهم في أمور الدين ومصلحة المسلمين. وهما لم يشركاه وهو أعلم الأمة بسرهما وحكمهما ولكنه لم يأل جهدا في تشييد الإسلام ومد نفوذه فكان ولا مناص أحيانا أن يمدهم برأيه كلما أعياهم الأمر فكانت الخطط الحربية في الجبهات أخص إيران التي كاد أن يفشل المسلمون باحتلالها لكنهم تفوقوا بآراء علي عليه السلام وخططه. راجع موسوعتنا في المحاكمات لترى الإسناد. كما أوجه نظر القارئ الكريم إلى كتاب رجل السيف والقلم باللغة الألمانية وترجم إلى الفارسية.
وفيه يثبت قدرة علي عليه السلام العلمية وخططه الحربية العظيمة حتى في زمن عمر ولولاه لاندحرت جيوش المسلمين.
وإذا دققنا الواقع نجد على أثر أنه وبالرغم من سلب كل السلطات منه فخدماته واضحة جلية، ولقد كان له الأثر الفعال في فوز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جميع حروبه وخططه منذ معركة بدر وأحد والأحزاب وحنين وخيبر
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»