شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٩٢
إن عمر أغضب النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمجامع ثوبه وحمائل سيفه وقال له: ما أنت منته يا عمر حتى ينزل الله بك الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة.
يقول عمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حين تقسيمه " لغير هؤلاء كان أحق به منهم " كما ورد في صحيح البخاري وبهذا يقدم نفسه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويطعن بعدالته ونبوته وما في الجنان يظهر على صفحات اللسان وفي كل مرة يغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويؤذيه. وقد قال الله تعالى في محكم كتابه (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم).
كلمة عبد الفتاح مقصود وإليك ما كتبه عبد الفتاح عبد المقصود في كتابه ج 1 ص 280 في عمر:
" حتى ليعد عليه أنه فارق من تزوج بهن في الجاهلية وطلق الكثيرات بعد الإسلام، وكانت النسوة المسلمات على الاطلاق. إن لم يكرهنه يرهبنه. والأثر بهذا بين حين دخل ذات يوم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده نسوة يلفظن بالحديث ففررن لدى دخوله وتركن له المكان. وساءه منهن هذا الفرار فصاح، يا عديات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يفت النسوة أن يثأرن منه على ألسنتهن الطويلة الجواب خشنا بلا مواربة ولا إخفاء: نعم: أنت أغلظ وأفظ واللاتي عرفنه من النساء وطمع هو في أن يسكن إليهن بالزواج أبين عليه لم يشفع له لديهن سلطانه. ويشير بقوله: فأعجب إذن لهذا السلطان المستطيل كيف لا يستهوي المرأة.
رد خطبته وهو خليفة أرسل ذات يوم من لدنه رسولا إلى أم أبان بنت عتبة بن ربيعة يخطبها له،
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»