شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٨٢
ولولا ما قام به معاوية الفاجر الكافر من الدس والتحريف والوضع والجعل والتبديل والتغيير في الأحاديث والروايات وكيل الفضائل لأبي بكر وعمر وعثمان وتشويه فضائل أبي تراب وآل البيت عليه وعليهم السلام والصحابة البررة وتشويه الحقائق لعرفت غير ما تعرفه اليوم وإن ذوي البصائر لولا ما شبوا عليه ودرجوا واعتادوا على قرائته وسماعه لا يخفى عليهم الأمر ولا تمر فترة حتى لنجد صارخا من بين القوم يريد أن يصلح تشويها أو يظهر حقيقة مثل العلامة محمود أبو رية في كتابه أضواء على السنة المحمدية وأبو هريرة لكن الشجرة إذا عمها الخراب لا يمكن إصلاحها بإصلاح فرع صغير من أغصانها وإن الصحيفة البيضاء التي شخبطتها أيادي الجهلة وشوهتها الأيادي العابثة لا تعود صالحة بإضافة حرف أو جملة عليها وإن الماء النقي الذي دنسته الأقذار والأملاح لا يصلح بإضافة ملح إليه، لا بل يجب تبخير الماء وإعادته إلى نقاوته الأصلية من جميع أملاحه ومحو الصفحة من كل شائبة وإعادة ما يلزم إصلاحه عليها.
ولا أدري هل يجود القدر بذلك القدير المحنك المخلص الرباني لإصلاح ذلك وهل لنا للعودة إلى المعاجز التي جاء بها النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ونشل هذه الأمة من أوبائها وأكدارها وإنقاذ العالم المتدهور إلى حضيض الأرجاس والأدناس والفساد والرذائل، وإن الله على كل شئ قدير ولهذا فإننا نرجو الله تعالى وحده الواقف على السراء والضراء والقادر على أن يقول للشئ كن فيكون. الذي بدأ الخلق ويعيده ذلك العادل البارئ المحيط المدبر القهار البر الرحيم أن يشملنا برحمته الواسعة ولطفه وبره وإحسانه.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»