شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٢٩
المدينة المنورة نزل جبرئيل عليه السلام عن الله بالآية 28 من سورة بني إسرائيل وهي:
(وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا) ففكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من هم ذوي القربى؟ وما هو حقهم فجاء جبرئيل عليه السلام ثانية وقال إن الله عز وجل يأمرك أن أدفع فدكا إلى فاطمة عليها السلام.
فأرسل إلى فاطمة عليها السلام وقال: إن الله أمرني أن أدفع إليك فدكا لذا قدمها لها في تلك الجلسة.
وأيد المفسرون ذلك كما ذكرنا أعلاه فكانت فدك في تصرفها في زمان حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وكانت تؤجرها هي نفسها في زمن حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) ولها كانوا يقدمون مال الإجارة في ثلاث أقساط. فتأخذ منه ما يكفيها وولديها الحسنين لليلة واحدة وتقسم الباقي بين فقراء بني هاشم وما زاد تقسمه على سائر الفقراء والمساكين برا وإحسانا.
وبمجرد أن اختاره الله تعالى لجواره (صلى الله عليه وآله وسلم) واغتصبت الخلافة في سقيفة بني ساعده وتقمصها أبو بكر توجه عماله واغتصبوها وتملكوها ونزعوا يدها منها وإن يد فاطمة عليها السلام وما يثبته الكتاب تجاوز حد التواتر.
فابن مردويه والواقدي والحاكم في تواريخهم وتفاسيرهم ومثلهم السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 177 وما جاء في كنز العمال للمولى علي - عليه السلام - المتقي وما كتبه في الحاشية المختصرة من مسند الإمام أحمد بن حنبل في مسألة صلة الرحم عن كتاب الأخلاق وما نقله ابن أبي الحديد من عدة طرق غير طريق أبي سعيد الخدري كلهم يؤيد نزول الآية وأمر الله بإعطاء فدك لفاطمة عليها السلام فاحتجت فاطمة عليها السلام على هذا الغصب: فتلقاها أبو بكر قائلا إني سمعت
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»