فكانت عاقبة أمرهم القتل والهتك والتشريد. نذكر منهم الحافظ ابن عقدة أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني وقد وثقه الذهبي واليافعي وقالوا إنه يحفظ ثلاثمائة ألف حديث مع إسنادها وكان ثقة وصادقا بيد أنه كان ينطق حقايق عن الشيخين في القرن الثالث وسياسة الدولة تناقض ذلك والعامة مأخوذ على أمرهم.
لذا رغم كونه من أبرز علماء العامة اتهموه بالرافضية. وقد قال عنه الذهبي والرامقي وابن كثير إن هذا الشيخ كان يجلس في جامع براثا ويحدث الناس بمثالب الشيخين لذا تركت رواياته وإلا فلا كلام لأحد في صدقه وثقته " كما امتدحه الخطيب البغدادي في تاريخه بيد أنه بعد مدحه قال إنه كان خرج مثالب الشيخين وكان رافضيا.
هكذا نرى كيف يتصدى العامة حتى لعلمائهم وأجلة أأمتهم كحجة الإسلام الغزالي وابن عقدة والنسائي ويرمونهم بالرافضية لمحض أنهم كشفوا الحقائق ونطقوا بالحق ومثلهم المؤرخ الشهيد الطبري في القرن الثالث ذلك الذي يعتبر مفخرة العلم والأدب ولما مات في الثمانين من سنة دفنوه ليلا في داره لمنع وقوع خطر.
كما نرى قتل النسائي في الشام وهو أحد أئمة الصحاح لأنه لما سمع سب وشتم أمير المؤمنين علي - عليه السلام - على المنابر أراد أن يوضح بعض الحقائق فصعد المنبر وأبان بعض فضائل علي - عليه السلام - وأظهر بعض الحقائق فهجموا عليه وأوجعوه ضربا وعلى أثرها، مات من شدة الصدمات الواردة عليه.
إسناد نقض العهد