شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٠٧
الأيمان بعد توكيدها) كما جاء في سورة الرعد الآية 25 (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولم سوء الدار).
بيعتهم لعلي في غدير خم وغدير خم محفل * فيه الوداع لمن حضر ولقد أخذ الله على المؤمنين من المهاجرين والأنصار في موارد كثيرة أن يتبعوا أحكام القرآن ووصايا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي لا ينطق عن هوى إن هو إلا وحي يوحى. ومن تلك في كتابه المجيد وفي بيعة الرضوان وكثير من المواقف الأخرى ومنها في غدير خم ذلك الموقف المشهود الذي جمع من المسلمين من جميع أقطارها حوالي بلغ 100 - 200 ألف من المسلمين الذين حضروا لحجة الوداع. وفي كثير من المواقف التي نفذ فيها أوامره ونواهيه.
ومما يظهر أن نقض العهد من الكبائر من الذنوب على الأخص إذا صدرت أوامر من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على صحابته بصورة مباشرة بحيث يكون هو الشاهد عليهم في ذلك النقض وأعظم ذلك النقض إذا تعدى من حق الفرد إلى الجماعات وتشتد كلما اتسعت رقعة الجماعة وتمادت لغيرهم بل امتدت إلى السنين والأحقاب وتناقلها الخلف عن السلف من الحقوق الفردية إلى حقوق المجتمع العام إلى المجتمع البشري على حد الدهور ومثل ذلك النقض للعهد العظيم الذي أخذ منهم في غدير خم وقد فصلناه بإسناده في كتابنا الأول والثاني من موسوعة المحاكمات لمن هفت نفسه للاطلاع على الحقائق الناصعة فليراجعه. في ذلك العهد بايع من حضر في ذلك الجمع الغفير عليا - عليه السلام - وهنأوه وأشهد عليهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عز وجل. وفيها شهد جبرئيل - عليه
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»