سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٣٣
الطبقية في المجتمع والسيادة الغير قائمة على أسس عقلية سليمة.
فهذه هي سياسة نوح (عليه السلام) مع الفقراء ومع الأغنياء لا يظلم أحد ولا يؤذي أحد في كلمة واحدة بل يقول لو حكمت على الفقراء مثل ما حكم الأغنياء عليهم لكنت من الظالمين.
جواب المسألة الرابعة هؤلاء يعتبرون الفضل هو الكثرة في المال والشرف في النسب (1) فعندما لاحظوا أتباع نوح وجدوهم فقراء مساكين لا يمتلكون جاها اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا في المجتمع لأن ترتيب الخسة والشرافة عندهم بحسب ما تمتلك من مميزات مادية جعلته في سلم الهوم والاجتماعي أو سياسي أو الاقتصادي مثلا فالفقراء لا يمتلكون من هذا شئ، فأجاب نوح فقال لهم أنا لا أملك خزائن الأرض ولا أقول لكم عندي مواصفات خارقة للعادة " ملك مثلا " ولا أعلم الغيب حتى أجلب لنفسي الخير وأمنع عنها الشر بطريق هذا العلم بل أنا إنسان مثلكم ولكني رسول الله ومبلغ رسالته فإنا أحمل الفضل إليكم لأخرجكم من الظلمات إلى النور من العمى إلى البصر فقال لهم.
* (ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك) * (2) إلى هنا انتهت المحاجة بين نوح وقومه فهم أثاروا أمام دعوته عادات وتقاليد ورثوها من آبائهم وأرادوا أن يصدوا نوح عن دعوته بهذه العادات ولكن نوح (عليه السلام) أجاب عن كل مفردة طرحوها ووضح لهم المناهج الحقة من المفاهيم الباطلة السائدة عندهم وأقام لهم الحجج والبراهين على دعوته ونبوته وعلى عادتهم اتبعوا وسيلة أخرى من وسائل المواجهة فبعد أن كانت المواجهة بين الطرفين بأفكار ساطعة وحجج واقعة أقامها نوح مع تقاليد وعادات اجتماعية رفعوها وأحسوا أن العادات والتقاليد لا تصمد أمام البراهين والأدلة لجئوا إلى أسلوب آخر وهذا الأسلوب أكثر مرارة على قلب النبي (عليه السلام) أسلوب عدم الإيمان بدون دليل أو برهان.

(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»