سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٤٧
ورسولها فانفردت قريش برسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه ولم يبقى أي عقبة أمامهم سوى اقتناص الفرصة وقتل الرسول (صلى الله عليه وآله) والقضاء على رسالته فقرر (صلى الله عليه وآله) أن يتوجه إلى المدينة ويهم بالخروج من مكة ليسقي الرسالة ماء الحياة ويفتح عليها أفق العالم حتى تتنفس ريح الحرية وتخرج من الخناق الذي فرضته قريش على المسلمين طيلة فترة بقاءهم في مكة فكان قرار الهجرة قرارا سياسيا آخر ليعطي للرسالة قوة وإمكانية على البقاء والاستمرار بحيث تكون قادرة على المواجهة المستقبلية مع المشركين فكانت أسباب الهجرة:
1 - أن مكة لم تكن أرض صالحة للتبليغ بسبب تعنت المشركين ومحاربتهم للرسول (صلى الله عليه وآله) بشتى الطرق.
2 - مشاركة الرسول للمؤمنين بالرسالة في الابتلاءات.
3 - إخراج الرسالة من أفق ضيق إلى أفق أوسع.
نشر الرسالة كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتحين الفرص في التجمعات والاجتماعات التي تحدث بمناسبة أو بغير مناسبة لنشر دعوته بين الناس وعلى رؤس الأشهاد والسر في ذلك تأسيس قاعدة ترتكز علها الرسالة فكان (صلى الله عليه وآله) يعرض دعوته على القبائل التي يمر بها في كل رحلاته وأسفاره حتى صارت الرسالة أول منطقة إذا تكلم وفي ضميره إذا صمت وهذا يكشف عن مدى العمق الرسالي الذي يعيشه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويعطينا بذلك درسا لتحديد المواقف المستقبلية من الدعوات الحقة الناشدة إلى التغيير وكيفية الاتحاد معها والإيمان بها بحيث تكون هي الحياة التي يعيشها الإنسان فكان يستعرض القبائل قبيلة قبيلة يدعوهم إلى الله ولكن للأسف لا يرى أحد يستجيب له وخصوصا قومه فكانوا أشد القبائل عليه (1).
زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله)

(١) تهذيب الكمال: ٧ / 176 / 1454.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»