سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٤٥
معهم رسالة إلى ملك الحبشة قال فيها:
" وقد بعثت إليك ابن عمي جعفر ابن أبي طالب معه نفر من المسلمين فإذا جاؤوك فأقرهم..... الخ " (1).
وما أن سمعت قريش برحيل وفد من المسلمين إلى الحبشة استشاطوا غضبا، وفكروا بمختلف الطرق لإرجاعهم، والحكم عليهم داخل المجتمع، بتلك القوانين والعادات السلفية السائدة، وأخيرا أرسلوا إلى الحبشة من يأتي بالمسلمين إلى مكة وفشلوا في تحقيق الغرض من سفرتهم وعادوا خائبين يجرون أذيال الخيبة والخسران ونحن هنا لا نريد أن نستغرق في المواجهات التي دارت في الحبشة ومن أراد ذلك فليراجع (2).
وسائل قريش في المواجهة أولا: الحصار الاقتصادي والاجتماعي كتب كفار قريش صحيفة تعاقدوا فيها على حصار بني هاشم حصارا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا إذا لم يسلموا محمد (صلى الله عليه وآله) فهذه هي وسائل الجبناء في العقوبات الجماعية التي لا مبرر لها سوى عدم المبرر فهاهم كفار اليوم يفرضون على من يشاؤن حصارا ويقتلون الشعوب جوعا، فهذه الوسيلة قديمة قدم الضلال والانحراف، فأراد كفار قريش أن يعاقبوا كل بني هاشم فأمر أبو طالب بأن يدخلوا إلى الشعب واستمر الحصار بما فيه من تبعات على الأطفال والنساء والشيوخ من بني هاشم ثلاثة سنين وكان أبو طالب الذي يكفره اليوم من لا إسلام له يتابع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كل حركة وسكنة خوفا عليه من غدر الجبناء.
ثانيا: التعذيب

(١) البداية والنهاية ٣ / ٨٣.
(٢) السيرة النبوية ٢ / 21، سيرة ابن هشام 1 / 360، حلية الأولياء 1 / 114.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»