سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٤٨
الزواج بأكثر من واحدة كان سمة من سمات المجتمع القديم، ونقلت الكتب التاريخية لنا أسماء الكثير من الشخصيات الذين تزوجوا بثلاثة أو أربع نساء أو أكثر من ذلك.
أما بالنسبة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يكن زواجه اعتباطيا فهو صاحب الرسالة والأمر العام الذي كلف بنشره في أرجاء المعمورة، ورجل مثل هذا الرسول وبهذه المهام الجسام لا يكفيه الوقت اليومي 24 ساعة لإتمام أعماله السياسية والاجتماعية بين الناس فضلا عن أن يتزوج النساء، فما كانت زيجاته إلا لحكمة أرادها رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن تكون سندا للرسالة وتآلفا بين القبائل والتقرب منهم لما فيه من حكمة لنشر التبليغ وإرساء أسس وقواعد الدعوة في المجتمع.
الرسول يبعث المبلغين أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنشر دعوته بين الناس لما فيها من شمولية التعاليم وقابلية القيمومة على المجتمع وقيادته والسير به إلى الهدف المنشود نحو الله تعالى فأخذ يبعث المبلغين إلى المدن والقبائل التي تحيط بمكة لينشر أفكار رسالته مما يؤدي إلى زيادة الكم المؤمن بالرسالة لتوسع القاعدة وتنتشر، فأرسل مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلم الناس القرآن وألحقه بابن أم مكتوب، فأخذ سفراء الإسلام بالتبليغ وإرساء أسس وقواعد الدين الجديد داخل المجتمع، وإقامة الطقوس الدينية الإلهية مثل الصلاة وغيرها وربط الناس بالله تعالى لكي ينقذوهم من ضلالات الجاهلية الأولى.
وصية الرسول لكتائبه وسراياه " سيروا باسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا صبيا ولا امرأة ولا تقطعوا شجرا إلا أن تضطروا إليها وأيما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر إلى رجل من المشركين فهو جار حتى يسمع كلام الله فإن تبعكم فأخوكم في الدين وإن أبى فابلغوه مأمنه واستعينوا
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»