سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٤٩
بالله.... الخ) (1).
فهذه هي وصايا قائد الإسلام قبل آلاف السنين فهو يطلب النصر ولكن لا بالجور، ويقاتل ولكن لا بالغدر، ويبلغ ولكن بأمانة وصدق وإخلاص فهو في حربه وسلمه شريفا عفيفا مستعينا بالله تعالى لا يفرق في وصاياه يبن الجندي والقائد، فهدفه (صلى الله عليه وآله) ليس بإقامة الدولة فقط بل بإرساء أسس الخير والمحبة والتعاون، وتعميق الإيمان بالنفوس لكي تبقى الرسالة ما بقت البشرية لا بذهاب الدولة المطلوب تشييدها.
الرسول بين مكة والمدينة سار الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة مارا بالقبائل الذي سكنت الطريق المؤدي إلى الهدف المطلوب لينقل النور الإلهي وهدية السماء إلى العالم بشكل عام وإلى المدينة بشكل خاص، حتى تكون تلك البقعة محط أنظار العالمين في ذلك الوقت، حيث تنطلق منها السرايا والكتائب والسفراء لتبشر العالم بالنبوة المحمدية وترغم الكافرين على الانضواء تحت راية الرسول (صلى الله عليه وآله) والإدانة له سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لما في رسالته من قابلية الديمومة والتشريعات العامة القابلة للبقاء لأنها تشمل كل جوانب الحياة.
فالدعوة بدأت تتسع عندما خرج المسلمون من مكة ومن الحصار المفروض عليهم فيها من قبل مشركيها.
غزوة بدر الكبرى عندما وصل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة بدأ يفكر في كيفية إقامة الدولة الإسلامية، وتجهيز الجيش، وإعداد العدة للمواجهة، وتحقيق هدف الرسالة الكبير، وما أن سمع بأن عير إلى قريش يتزعمها أبو سفيان قادمة من الشام وفيها أموال كثيرة لقريش استعد للمواجهة لكي يشعرهم بأن الرسالة لن تقف عند هذا الحد بل ستطال

(١) الكافي ١ / 334، البحار 19 / 177، التهذيب للطوسي: 6 / 138.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»