سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١٠٧
شاعت الجريمة وفسد الاجتماع.
فشعيب أرسل إلى قوم اعتدوا على الحرية العامة للمجتمع بحيث شعر كل فرد منهم بحرية تجعله ينال ما يريد بأي طريق كان بمجرد أن يكون مالكا وهذا المعنى واضح من خلال جواب القوم لشعيب (عليه السلام).
* (قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد) * (1).
فهم يثيرون ذلك بعنوان الاستفهام والاستهزاء ويثيروا في نفس شعيب الحالة الاجتماعية التي يمتلكها في المجتمع عله أن يتراجع عن دعوته فيقولون له إنك حليم رشيد ما دهاك تنهانا عما يعبد آباؤنا ونحن أحرار نفعل بأموالنا وممتلكاتنا ما نشاء فإنهم منحوا لأنفسهم حرية فجاءهم شعيب ليصحح لهم تلك المفاهيم الخاطئة السائدة في ذلك المجتمع.
المشاكل السائدة في مجتمع شعيب المشكلة الأولى إن لكل مجتمع مشاكل خاصة به ينفرد عن غيره من المجتمعات فهذا مجتمع شعيب كان سائدا فيه الانحراف الاقتصادي بشكل واضح وطاغي في كل التعاملات اليومية من حيث البخس وعدم الوفاء بالكيل والوزن فلهذا الانحراف سلبياته على المجتمع ومنها.
1 - تكون طبقة ثرية جدا لا عمل لها إلا استغلال الناس.
2 - ازدياد الطبقات الفقيرة في المجتمع.
3 - تناقض القوة النقدية شيئا فشيئا مما يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية لكل فرد من أفراد المجتمع.

(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»