بعض اعلام السنة أيضا هذه الخطبة (التي استشهدنا بها) ففي هامش المراجعات ان أبا بكر الجوهري رواه في كتاب السقيفة وفدك ورواها أحمد بن أبي طاهر في بلاغات النساء: ٣٣. وفي تعليقة حسين الراضي على المراجعات استخراجها من بلاغات النساء لابن أبي طيفور: ١٩ وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ط بيروت ج ١٦ ص ٢٣٣.
والشاهد في قولها: لو تكافأوا على زمام نبذه اليه رسول الله صلى الله عليه وآله.
وهذه احدى النصوص التي تحكي عن أن امامة أمير المؤمنين عليه السلام وقيادته كان بنص من الرسول صلى الله عليه وآله وان من تقمصه كان غاصبا لحقه عليه السلام بل لحق الأمة جمعاء.
النص على خلافة أمير المؤمنين عليه السلام قال الكاتب في ص ١٩ أيضا:
وبالرغم مما يذكر الإماميون من نصوص حول تعيين النبي صلى الله عليه وآله للإمام علي بن أبي طالب كخليفة من بعده، إلا أن تراثهم يحفل بنصوص أخرى تؤكد التزام الرسول الأعظم وأهل البيت بمبدأ الشورى وحق الأمة في انتخاب أئمتها..
اما النص على أمير المؤمنين عليه السلام فقد حفلت بذلك كتب الشيعة بل وكتب العامة أيضا وانما هم يؤولون النصوص لأنها تخالف اجتهاد الصحابة ولعل هذا هو الذي دعا الامام السيد عبد الحسين شرف الدين رحمه الله ان يجمع الموارد الكثيرة التي خالف فيها الصحابة نص الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله مع وضوح صراحته ليرد بذلك هذه المزعمة ان كل نص يخالف اجتهاد الصحابة فلا بد من تأويله.
ونستعرض هنا نصوصا ورد في كتب العامة:
١ - حديث الدار. وهو حديث مشهور رواه كثير من الحفاظ وأصحاب السنن ونحن نرويه بالنص الذي رواه الطبري في تاريخه بسنده عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب عليه السلام:
لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ (1) دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي: يا علي، إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عليه حتى جاءني جبرئيل فقال: يا محمد، ( انك أن لا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك)، فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به.
ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم حذية من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها