دفع أباطيل الكاتب - السيد المرتضى المهري - الصفحة ١٠
وهو سيد أهل البيت عليه السلام لم يبايع أبا بكر وهو المدعى تأسيس خلافته على أساس نظام الشورى فمن الثابت تاريخيا انه لم يبايعه ما دامت فاطمة عليها السلام في الحياة وقيل أكثر من ذلك.
وقبل ذلك لم لم تبايع ولم تقبل بخلافته فاطمة سيدة نساء العالمين بنص الرسول الكريم بل رفضته وهجرته ولم تكلمه ولم ترد عليه سلامه وسلام صاحبه ولم يسع أحدا من كتاب التاريخ ان ينكر ذلك وقد صرح به البخاري ومسلم واحمد وغيرهم من أصحاب السنن والمؤرخين وارتبك المأولون كيف يجمعون بين هذه القضية التاريخية الواضحة وتصاريح الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله حيث صرح أكثر من مرة أن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها. وان فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويغضبني ما أغضبها ولعمري ان اصرار الرسول العظيم صلى الله عليه وآله على هذا الاعلان الخطير وتكراره على الملأ من أصحابه لمما يثير العجب ويستوقف الباحث. هل كانت فاطمة تزاحم الرجال في شؤونهم الاجتماعية؟ ولم يكن ذلك شأن المرأة في ذلك العهد وخصوصا سيدة النساء التي كانت قعيدة البيت شديدة الستر حتى أنها لما خرجت إلى المسجد تناجز أبا بكر خرجت في ثلة من نساء قومها لئلا يراها الناس من وراء الحجاب. فلماذا هذا التأكيد من الرسول الكريم؟ وما الذي كان يخافه الرسول من بعده؟
وقد بلغ تكرار ذلك من الكثرة بحيث لم يستطع هواة التحريف والانكار حذفه من قائمة الأحاديث النبوية بالرغم من أن السلطات الغاشمة ما كان يروقها انتشار مثل هذه الأحاديث.
فلو كان أهل البيت يدافعون عن نظام الشورى وان خلافة أبي بكر قامت على أساسه لكانت الزهراء سلام الله عليها أول من يؤمن بخلافته وما كان ينبغي لها أن لا تبايعه ولا ترد عليه سلامه وتهجره حتى وفاتها مع أن أباها الرسول الكريم اكد على ما في الحديث ان من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية.
هذا وقد صرحت الزهراء سلام الله عليها في خطبتها حين عادتها نساء المدينة بان زمام الخلافة مما ألقاه الرسول صلى الله عليه وآله إلى أمير المؤمنين عليه السلام حيث قالت: ويحهم انى زحزحوها (اي الخلافة) عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الروح الأمين الطبن بأمور الدنيا والدين الا ذلك هو الخسران المبين وما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا والله منه نكير سيفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمره في ذات الله وتالله لو تكافأوا على زمام نبذه اليه رسول الله صلى الله عليه وآله لاعتقله وسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه... إلى آخر الخطبة الشريفة وهي مشهورة في كتب الشيعة كان الطالبيون يستوصون بحفظها وتداولها وكذلك خطبتها في المسجد حين احتجت على أبي بكر. وقد روى
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»