يتبع ولو لم يكن هذا الحديث دالا على الخلافة لم تحاول الأيدي الأثيمة حذف هاتين الكلمتين (وصيي وخليفتي فيكم) من الحديث. فقد ورد هذا الحديث في تفسير الطبري في ذيل الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين) من سورة الشعراء وحذف منه هذه القطعة في الموردين وجعل بدله كذا وكذا: ففي المورد الأول (على أن يكون أخي وكذا وكذا....) وفي المورد الثاني: ان هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا مع أنه ورد على ما ذكرناه في تاريخ الطبري وهو نفسه صاحب التفسير! قطع الله يد الخيانة عن التراث الاسلامي.
ومثل ذلك وقع في البداية والنهاية لابن كثير على ما حكاه العلامة الأميني في الغدير 2: 288 وقد نسب الأميني رحمه الله التحريف إلى الطبري وابن كثير، الأول في تفسيره والثاني في تاريخه وتفسيره ولكن لا يبعد ان يكون التحريف من صنع الطابعين والناسخين والمؤلف كان بامكانه أن لا يذكر الحديث من اصله فمن البعيد ان يكون تبعة التحريف عليه.
2 - حديث المنزلة: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. ولا تختص هذه الجملة بغزوة تبوك حيث استخلف رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام في المدينة حتى يتوهم ان هذه الجملة تعني هذا الاستخلاف فحسب ولا يشمل الخلافة على الأمة بعده بل قالها الرسول صلى الله عليه وآله في موارد متعددة كما في المراجعات المراجعة 32 والحديث من المتواترات القطعيات التي لا يمكن لمسلم انكارها وقد رواه جميع أرباب المجامع والسنن بما فيها الصحيحان. راجع للاطلاع على مصادره الكثيرة وخصوصا في غير غزوة تبوك التعليق 475 إلى 484. على المراجعات...
(1) هذا مع أن الرسول صلى الله عليه وآله كان يستخلف على المدينة غير علي عليه السلام في كل