حكم الأرجل في الوضوء - السيد علي الميلاني - الصفحة ٣٧
الكلام في سنده:
أما من ناحية السند، فهو من أحاديث كتابي البخاري ومسلم المشهورين بالصحيحين، ولكن ليس كل حديث فيهما بصحيح، فقد تكلم في كثير من أحادثهما.
وهذا الحديث لا يخلو سنده من نظر:
أما عند البخاري فهو عن " موسى " أي: موسى بن إسماعيل التبوذكي - كما قال ابن حجر والقسطلاني وغيرهما - وقد ذكره ابن حجر في مقدمة فتح الباري فيمن تكلم فيه من رجال البخاري، ونقل عن ابن خراش قوله: " تكلم الناس فيه " (1) ومن هنا أورده الذهبي في ميزان الاعتدال (2).
وأما عند مسلم، فمداره على " جرير " وهو ابن عبد الحميد الضبي، وهذا أيضا قد أورده ابن حجر فيمن تكلم من رجال البخاري، فذكر عن بعض العلماء أنه كان يدلس، وعن أحمد أنه لم يكن بالذكي، وعن البيهقي: نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ (3).
وذكر هذه الكلمات بترجمته في تهذيب التهذيب وأضاف عن بعضهم عن أبي حاتم أنه تغير قبل موته بسنة. ثم قال ابن حجر: إنه اشتباه (4).
وأورده الذهبي في ميزانه وذكر كلمة أحمد فقال: " قال أحمد بن حنبل: لم يكن بالذكي في الحديث، اختلط عليه حديث أشعث وعاصم الأحوال، حتى قدم عليه بهز فعرفه " وذكر كلام أبي حاتم ثم أيده بكلام البيهقي المذكور (5).

(١) مقدمة فتح الباري / ٤٤٦.
(٢) ميزان الاعتدال في نقد الرجال.
(٣) مقدمة فتح الباري / ٣٩٢.
(٤) تهذيب التهذيب ٢ / ٦٦.
(٥) ميزان الاعتدال ١ / 394.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»