ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٤٤
رأيه وامتنع عن البيعة، وأظهر العداء الكامن في صدره.
فأخبروا الإمام بذلك، فكتب الإمام كتابا إلى الأشعري فيه خبر عزله من الحكم والتهديد إن لم يعتزل، وكتبا أخرى إلى أهل الكوفة يذكر لهم فيه عما جرى على عثمان. ثم يذكر بيعة الناس له، ومن جملتهم طلحة والزبير، ثم نكثهما البيعة وخروجهما ضده.
وقبل وصول هذين الكتابين كان الإمام الحسن (عليه السلام) وعمار بن ياسر وزيد بن صوحان وقيس بن سعد جاؤوا إلى الكوفة وخطبوا في الناس الخطب المفصلة المطولة، يحثون الناس على نصرة الإمام، فكان الأشعري يقوم ويخطب وينقض كلامهم، ويخذل الناس، ويأمرهم باعتزال الفتنة، وعدم الخوض في المعركة.
وانقضت أيام وأيام والأمر هكذا في الكوفة، والإمام ينتظر المدد وهو في أرض يقال لها " ذي قار " واليوم تسمى " المقيرة " وهي قريبة من الناصرية في طريق البصرة.
وأخيرا خرج البطل الضرغام مالك الأشتر وأقبل إلى الكوفة ودخلها وهجم على دار الإمارة، واستولى عليها، وأخرج
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست