تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٥٥
يتقدم للشمس ذكر، وقال الشاعر:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق بها (1) الصدر [من الطويل] ولم يتقدم للنفس ذكر.
والشواهد (2) على هذا المعنى كثيرة جدا، على أنه قد تقدم ذكر ولد آدم (عليه السلام) (3)، في قوله تعالى: * (هو الذي خلقكم من نفس واحدة) * (4) ومعلوم أن المراد بذلك جميع ولد آدم (عليه السلام). وتقدم أيضا ذكرهم في قوله تعالى: * (فلما أتاهما صالحا) * (5) لأن المعنى أنه لما أتاهما ولدا صالحا. والمراد بذلك الجنس، وإن كان اللفظ لفظ واحد. وإذا تقدم مذكوران وعقبا بأمر لا يليق بأحدهما، وجب أن يضاف إلى من يليق به. والشرك لا يليق بآدم (عليه السلام)، فيجب أن ننفيه عنه، وإن تقدم ذكره وهو يليق بكفار ولده ونسله فيجب أن نعلقه بهم.
ومنها: ما ذكره أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني (6)، فإنه يحمل الآية على أن الكناية في جميعها غير متعلقة بآدم (عليه السلام) وحواء، ويجعل الهاء في * (تغشيها) * والكناية في * (دعوا الله ربهما) * و * (آتاهما صالحا) * راجعين إلى من أشرك [من نسلهما]. ولم يتعلق بآدم (عليه السلام) من الخطاب إلا قوله تعالى:

(١) في " ع "، بي. والقائل هو حاتم الطائي. انظر ديوانه ص ٨٣.
(٢) في " ش ": والشهود.
(٣) زاد في " ع ": وتقدم أيضا ذكرهم.
(٤) سورة الأعراف: ١٨٩، ١٩٠.
(٥) سورة الأعراف: ١٨٩، ١٩٠.
(٦) كاتب، متكلم، مفسر، محدث، نحوي، شاعر، من مؤلفاته: جامع التأويل لمحكم التنزيل، على مذهب المعتزلة، ولد سنة ٢٥٤ ه‍، وتوفي سنة ٣٢٢ ه‍. انظر: " معجم الأدباء: ١٨ / ٣٥، لسان الميزان: ٥ / 89، بغية الوعاة: 1 / 59 رقم 107 ".
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»