يتقدم للشمس ذكر، وقال الشاعر:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق بها (1) الصدر [من الطويل] ولم يتقدم للنفس ذكر.
والشواهد (2) على هذا المعنى كثيرة جدا، على أنه قد تقدم ذكر ولد آدم (عليه السلام) (3)، في قوله تعالى: * (هو الذي خلقكم من نفس واحدة) * (4) ومعلوم أن المراد بذلك جميع ولد آدم (عليه السلام). وتقدم أيضا ذكرهم في قوله تعالى: * (فلما أتاهما صالحا) * (5) لأن المعنى أنه لما أتاهما ولدا صالحا. والمراد بذلك الجنس، وإن كان اللفظ لفظ واحد. وإذا تقدم مذكوران وعقبا بأمر لا يليق بأحدهما، وجب أن يضاف إلى من يليق به. والشرك لا يليق بآدم (عليه السلام)، فيجب أن ننفيه عنه، وإن تقدم ذكره وهو يليق بكفار ولده ونسله فيجب أن نعلقه بهم.
ومنها: ما ذكره أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني (6)، فإنه يحمل الآية على أن الكناية في جميعها غير متعلقة بآدم (عليه السلام) وحواء، ويجعل الهاء في * (تغشيها) * والكناية في * (دعوا الله ربهما) * و * (آتاهما صالحا) * راجعين إلى من أشرك [من نسلهما]. ولم يتعلق بآدم (عليه السلام) من الخطاب إلا قوله تعالى: