تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٤٥
آدم (عليه السلام) [تنزيه آدم (عليه السلام) عن الغواية:] مسألة: فمما تعلقوا به قوله تعالى في قصة آدم (عليه السلام): * (وعصى آدم ربه فغوى) * (1). قالوا: وهذا تصريح بوقوع المعصية التي لا تكون إلا قبيحة، وأكده بقوله: * (فغوى) *، [فهذا تصريح بوقوع المعصية،] والغي ضد الرشد.
الجواب: يقال (2) لهم: أما المعصية فهي مخالفة الأمر، والأمر من الحكيم (3) تعالى قد يكون بالواجب وبالمندوب (4) معا، فلا يمتنع على هذا أن يكون آدم (عليه السلام) مندوبا إلى ترك التناول من الشجرة، ويكون بمواقعتها (5) تاركا نفلا وفضلا وغير فاعل قبيحا، وليس بممتنع أن يسمى (6) تارك النفل عاصيا كما يسمى بذلك تارك الواجب. فإن تسمية من خالف ما امر [به] سواء كان واجبا أو

(١) سورة طه: ١٢١.
(2) في " ش ": " فيقال " بدل " الجواب: يقال ".
(3) في " ش ": الحاكم.
(4) في " م ": والندب.
(5) في " ش ": بموافقتها.
(6) في " ش ": يكون - خ -.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»