رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم) * (1) أو ليس قد روي في ذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما رأى تولى قومه عنه شق عليه ما هم عليه من المباعدة والمنافرة، وتمنى في نفسه أن يأتيه الله تعالى ما يقارب بينه وبينهم، وتمكن حب ذلك في قلبه فلما أنزل الله تعالى عليه * (والنجم إذا هوى) * (2) وتلاها عليهم، ألقى الشيطان على لسانه لما [كان] تمكن في نفسه من محبة مقاربتهم تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى، فلما سمعت قريش ذلك سرت به وأعجبهم ما زكى به آلهتهم، حتى انتهى إلى السجدة فسجد المؤمنون، وسجد أيضا المشركون لما سمعوا من ذكر آلهتهم بما أعجبهم، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا مشرك إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة فإنه كان شيخا كبيرا لا يستطيع السجود، فأخذ بيده حفنة من البطحاء فسجد عليها، ثم تفرق الناس من المسجد وقريش مسرورة بما سمعت، وأتى جبرائيل (عليه السلام) [إلى] النبي (صلى الله عليه وآله) معاتبا على ذلك، فحزن له حزنا شديدا، فأنزل الله تعالى [عليه] معزيا له ومسليا: * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) * [الآية] (3).
الجواب: قلنا: أما الآية فلا دلالة في ظاهرها على هذه الخرافة التي قصوها (4)، وليس يقتضي الظاهر إلا أحد أمرين، إما أن يريد بالتمني التلاوة، كما قال حسان بن ثابت: