تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ٢١٧
سيدنا [ونبينا] محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) [تنزيه سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله) عن الضلال:] مسألة: فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: * (ووجدك ضالا فهدى) * (1) أو ليس هذا يقتضي إطلاقه الضلال عن الدين، وذلك مما لا يجوز عندكم قبل النبوة ولا بعدها؟
الجواب: قلنا: في معنى هذه الآية أجوبة:
أولها: انه أراد: وجدك ضالا عن النبوة فهداك إليها، أو عن شريعة الإسلام التي نزلت عليه وأمر بتبليغها إلى الخلق، وبإرشاده (صلى الله عليه وآله) إلى ما ذكرناه أعظم النعم عليه. والكلام في الآية خارج مخرج الامتنان والتذكير بالنعم، وليس لأحد أن يقول: إن الظاهر بخلاف ذلك، لأنه لا بد في الظاهر من تقدير محذوف يتعلق به الضلال، لأن الضلال هو الذهاب والانصراف فلا بد من أمر يكون منصرفا عنه. فمن ذهب إلى أنه أراد الذهاب عن الدين فلا بد له من أن يقدر هذه اللفظة ثم يحذفها ليتعلق بها لفظ الضلال، وليس هو بذلك أولى منا فيما قدرناه وحذفناه.
وثانيها: أن يكون أراد: الضلال عن المعيشة وطريق التكسب (2)، يقال للرجل الذي لا يهتدي [إلى] طريق معيشته ووجه مكسبه: هو ضال لا يدري

(١) سورة الضحى: ٧.
(2) في " ع ": الكسب.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»