تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٤٤
وهذا الحرفان قد يتداخلان فيقام أحدهما مقام الآخر.
ورابعها: أن يريد استغفروه قولا ونطقا، ثم توبوا إليه، لتكونوا بالتوبة فاعلين لما يسقط العقاب [ولا تقتصروا على القول الذي لا يقطع على سقوط العقاب] عنده.
وخامسها: انه خاطب المشركين بالله تعالى فقال لهم: استغفروه من الشرك بمفارقته ثم توبوا [إليه]، أي ارجعوا إلى الله تعالى بالطاعات وأفعال الخير، لأن الانتفاع بذلك لا يكون إلا بتقديم الاستغفار من الشرك ومفارقته.
والتائب والآئب والنائب والمنيب بمعنى واحد.
وسادسها: ما أومى إليه أبو علي الجبائي في تفسير هذه الآية لأنه قال:
أراد بقوله: * (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) * أي (1) أقيموا على التوبة إليه، لأن التائب إلى الله تعالى من ذنوبه يجب أن يكون [تائبا إلى الله في كل وقت يذكر فيه ذنوبه بعد توبته الأولى، لأنه يجب أن يكون] مقيما على الندم على ذلك، وعلى العزم [على] أن لا يعود إلى مثله، لأنه لو نقض هذا العزم لكان عازما على العود، وذلك لا يجوز.
وكذلك لو نقض الندم لكان راضيا بالمعصية مسرورا بها، وهذا لا يجوز.
وقد حكينا ألفاظه بأعيانها، وحمله على هذا (2) الوجه انه أراد التكرار والتأكيد والأمر بالتوبة بعد التوبة. كما يقول أحدنا لغيره: " اضرب زيدا ثم اضربه " و " افعل هذا ثم افعله ".
وهذا الذي حكيناه عن أبي علي أولى مما ذكره في صدر هذه السورة، لأنه قال هناك: * (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) * (3)، ان معناه استغفروا

(١) في " م ": ثم.
(٢) في " م ": بعينه وجملة هذا.
(٣) سورة هود: ٣.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»