تنزيه الأنبياء والأئمة (ع) - فارس حسون كريم - الصفحة ١٢٣
جواب " لولا "، وان القائل (1) قد يقول: " قد كنت هممت (2) لولا كذا وكذا "، و " قد كنت قصدتك لولا أن صدني فلان "، وإن لم يقع قيام ولا قصد. وهذا هو الذي يشبه الآية دون ما ذكروه من المثال.
وبعد، فإن في الكلام شرطا وهو قوله تعالى: * (لولا أن رأى برهان ربه) * (3)، فكيف يحمل على الاطلاق مع حصول الشرط؟ فليس لهم أن يجعلوا جواب " لولا " محذوفا، لأن جعل جوابها موجودا أولى. وليس تقديم جواب " لولا " بأبعد من حذفه جملة من الكلام. وإذا جاز عندهم الحذف لئلا يلزم تقديم الجواب جاز لغيرهم تقديم الجواب حتى لا يلزم (4) الحذف.
فإن قيل: فما البرهان الذي رآه يوسف (عليه السلام) حتى انصرف لأجله عن المعصية، وهل يصح أن يكون البرهان ما روي من أن الله تعالى أراه صورة أبيه يعقوب (عليه السلام) عاضا على إصبعه متوعدا له على مقارفة (5) المعصية، أو يكون ما روي من أن الملائكة نادته بالنهي والزجر في الحال [فانزجر].
قلنا: ليس يجوز أن يكون البرهان الذي رآه فانزجر به عن المعصية ما

(١) في " ش ": قائله.
(٢) في " ش، ع ": قمت.
(٣) سورة يوسف: ٢٤.
(4) في " ع ": حتى لئن لا يلزم.
(5) في " ش - خ -، ع ": مقاربة.
(١٢٣)
مفاتيح البحث: الجواز (1)، سورة يوسف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»