الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١١٨
القدرات التي يتيحها العقل الممنوح لهما في التلفيق المزج ما بين الأشياء، وكذا في التفريق ما بينها، خصوصا إذا ما تعرفنا على حقيقة أن كل القوانين الطبيعية كقوانين الحرارة والحركة والجاذبية والمغناطيسية وما إلى ذلك تقف من حيث الأصل في عرض واحد، وطبيعة الظرف الفيزيائي هو الذي يتيح لها أن تتقدم أو تتأخر، وتتغلب أو تندحر.. وهكذا.
ولربما نستفيد من القرآن أن هذا الإمكان يمكن للإنسان أن يطاله في معظم الظاهر الكونية أو قل كلها، وذلك من خلال ما يتبدى لنا من قوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنا وأشفقن منها وحملها الإنسان) [الأحزاب / 72]، إذ أن منطق الأمانة يفترض تسلط الإنسان على ما ائتمن عليه، وتمكنه منه، ولربما في هذه الآية نلمس دلالة أخرى وهي أن الإنسان بقدر ما يلتزم بمؤديات الأمانة فإن الإمكان الذي نتحدث عنه يصبح متاحا، والعكس بالعكس، ولربما نلمس في قوله تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) [لقمان / 34] إن ما خرج عن هذه المستثنيات يمكن أن يدخل في حيز العلم الممكن الحصول عليه، رغم وجود دلالات أخرى تشير إلى أن
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 5
2 مقدمة الطبعة الثانية 7
3 مقدمة الطبعة الأولى 53
4 الإهداء 65
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 67
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 93
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 101
8 أولا - الدليل العقلي 105
9 ثانيا - الدليل القرآني 133
10 بين يدي الدليل القرآني 135
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 145
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 154
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 163
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 163
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 166
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 169
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 170
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 171
19 و - من لديه علم القرآن كله 179
20 ثالثا - الدليل الروائي 183
21 الولاية بين الشمول والتقييد 201
22 الباب الثالث: شبهات وردود 205
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 207
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 215
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 227
26 4 - علم المعصوم 241
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 247
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 251
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 254
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 264
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 274
32 استدراك 279