الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١١٧
بالسلطان وفق قوله تعالى (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) [الرحمن / 33]، حيث يطرح القرآن علمية الاختراق الضخمة المفترضة هنا لقانون الجاذبية - وهي هنا للتمثيل وليس للحصر - على شكل إمكان كوني، وهذا الإمكان موضوع تحت تصرف الثقلين من الجن والإنس، ومعلوم أن هذه الإمكانية الممنوحة لهين الثقلين، إنما منحت فلسبب تكويني مرتبط مرة بقابلية الظاهرة الكونية للاختراق، لأنها لو لم تكن تتميز بهذه القابلية لكانت علمية خرق أقطار السماوات والأرض عملية مستحيلة، ولهذا لم يكن القرآن ليتحدث عنها (1)، وأخرى مرتبط بكونهما أعطوا سلفا نحوا من الولاية في أفعالهما (2)، وهو نفس المبدأ الذي جعل خطاب العبادة متوجه إليهما فحسب، دون سائر المخلوقات، وفق ما أشارت إليه الآية الكريمة: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات / 56]، وهذه الولاية في الوقت الذي مكنتهما من الاختيار ما بين العلل وموادها، هي نفسها التي تمنحهما القدرة على مضاعفة وتطوير هذا الاختيار، نتيجة

1 - وهذا الأمر هو الذي سميناه آنفا بالقابل.
2 - وهو الذي سميناه بالفاعل.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 5
2 مقدمة الطبعة الثانية 7
3 مقدمة الطبعة الأولى 53
4 الإهداء 65
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 67
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 93
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 101
8 أولا - الدليل العقلي 105
9 ثانيا - الدليل القرآني 133
10 بين يدي الدليل القرآني 135
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 145
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 154
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 163
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 163
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 166
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 169
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 170
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 171
19 و - من لديه علم القرآن كله 179
20 ثالثا - الدليل الروائي 183
21 الولاية بين الشمول والتقييد 201
22 الباب الثالث: شبهات وردود 205
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 207
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 215
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 227
26 4 - علم المعصوم 241
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 247
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 251
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 254
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 264
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 274
32 استدراك 279