الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١١٥
ويبين لنا من جهة أخرى مصداقية المبدأ الفلسفي المعروف: (إن كل شئ هو كل شئ) بمعنى أننا شاهدنا قدرة الإنسان على الانتخاب ما بين مواد العلل، وهذه القدرة كلما زادت كلما أتاحت للإنسان قدرة أكبر على الحصول على معاليل إضافية، غير إن هذه القدرة تحكي في جانب آخر قدرة التحكم في نتاج أي مادة طالما اقتربنا من علتها الأولى، الأمر الذي يعني أن الإنسان قادر - كلما اقترب من المعدن الأصلي للأشياء - أن يبرز أي مادة، فلو قدرنا أننا دخلنا مختبرا كيمياويا يحتوي شتى المواد الكيمياوية، فإن من الطبيعي بمكان أن نتصور خياراتنا الموسعة في انتخاب أي شئ تتيحه هذه المواد، وكلما اتسعت مقدراتنا المعرفية عن خصائص هذه الأشياء وميزاتها، كلما توسعت لدينا قدرة الانتخاب. ولو افترضنا قدرة علمية وتقنية أكبر من لك، فهذا الأمر هو الآخر في معرض الإطراد (1)، وهذا هو القانون الإلهي المستخلص من معادلة الخلق، وكيف أن كل هذه المخلوقات كانت نتاج علة أولى، إذ بالقرب منها يغدو كل شئ قابل لأن يكون أي شئ.

1 - أي أنه سيتيح لنا إمكانية أكبر على توسيع رقعة اختياراتنا.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 5
2 مقدمة الطبعة الثانية 7
3 مقدمة الطبعة الأولى 53
4 الإهداء 65
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 67
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 93
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 101
8 أولا - الدليل العقلي 105
9 ثانيا - الدليل القرآني 133
10 بين يدي الدليل القرآني 135
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 145
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 154
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 163
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 163
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 166
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 169
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 170
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 171
19 و - من لديه علم القرآن كله 179
20 ثالثا - الدليل الروائي 183
21 الولاية بين الشمول والتقييد 201
22 الباب الثالث: شبهات وردود 205
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 207
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 215
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 227
26 4 - علم المعصوم 241
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 247
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 251
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 254
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 264
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 274
32 استدراك 279