على مسار التوحيد أو في نشأة الغلاة - كما يدعي البعض -، فهو كلام يمكن إيراده مع غياب الحرص الإلهي وحرص المتمتع بهذه الولاية على إخفاء بشريته، أما مع انتفاء ذلك فلا مبرر لهذا الحذر، إذ من الواضح أن القرآن الكريم وقف بكل حزم قبالة هذا الوهم، فأحد أولا على تعليق هذه الولاية على الله - جل وتعالى - ثم عضدها بالتأكيد على بشرية الرسول بمعنى أنه ركز كثيرا على سلب الاستقلالية من أي بشر ثم جعل الولاية الممنوحة بالتبع لمطلق الولاية الإلهية لا أنها مستقلة عنها، كما يتجلى ذلك في العديد من الآيات القرآنية ولعل أبرزها قوله تعالى فيما حكاه في قصة عيسى بن مريم (عليه السلام) فبعد أن سرد جملة من ممارسات النبي عيسى (عليه السلام) في الولاية قال: (وإذ قال يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب) [المائدة / 116] أو قوله عن الرسول (ص): (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان
(١٢٦)