الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٢٣٤
يوقنون) (١) ومعلوم أن مصالح الشريعة لا تدرك بالضرورة من غير المعصوم (عليه السلام)، ولهذا فإن كان المعصوم يعتبر خ دمة الشريعة تفوق في الاعتبار أي ضرر شخصي يتوجه إليه، فإنه سوف يتحمل هذا الضرر بكل رضا، وما أروع النبي يوسف (عليه السلام) حينما يعبر عن هذا المفهوم بقوله:
﴿قال رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين﴾ (٢)، فهو يتحمل ضراء السجن وما يترتب عليه، من أجل خدمة العقيدة والرسالة الموكلة إليه، ولا يتحمل ذلك فحسب، وأنا يذهب إلى حد حب هذا الضر وطلبه.
ومن قبل يوسف (عليه السلام)، كان لنا قصة ذبح إسماعيل من قبل إبراهيم (عليهما السلام) المشار إليها في الآية الكريمة: ﴿فلما بلغ معه السعي قال يا بني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين﴾ (3)، فهنا نجد الأب إبراهيم، والابن إسماعيل (عليهما السلام) في مقام الرضا والتسليم بالضر الظاهري.

(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 5
2 مقدمة الطبعة الثانية 7
3 مقدمة الطبعة الأولى 53
4 الإهداء 65
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 67
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 93
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 101
8 أولا - الدليل العقلي 105
9 ثانيا - الدليل القرآني 133
10 بين يدي الدليل القرآني 135
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 145
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 154
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 163
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 163
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 166
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 169
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 170
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 171
19 و - من لديه علم القرآن كله 179
20 ثالثا - الدليل الروائي 183
21 الولاية بين الشمول والتقييد 201
22 الباب الثالث: شبهات وردود 205
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 207
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 215
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 227
26 4 - علم المعصوم 241
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 247
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 251
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 254
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 264
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 274
32 استدراك 279