منزلة روحية ينبغي عروج الروح إليها كي يمكن خوض عبابه، وهذه المنزلة لها سلم تصاعدي وبالعكس، فالآية الكريمة التي تتحدث عن قصة بلعم بن باعوراء، تشير إلى أن بلعم هذا سبق له أن رقى روحيا إلى هذه المنزلة ولكنه سقط منها
﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين﴾ (1) كما يظهر التمعن فيها، فالانسلاخ من آيات الله يشير إلى أنه وصل إلى منزلة تمكن فيها من أن يحصل على معين من لطف الله (آتيناه آياتنا) ولكنه خرج عن هذه المنزلة فأتاح للشيطان أن يغويه، وربما نجد في الآية نحو دلالة على أن تدخل الشيطان الإغوائي، لا يبقى إذا ما اجتاز الإنسان عتبة هذه المنزلة، أو لربما يراد أن يقال أن العروج إلى هذه المنزلة يتم في مراحله الأولى من خلال التحرر من إغواء الشيطان بحيث أنك ترقى إلى درجة لا وجود لإغواء الشيطان فيها. (2)