المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٨٣
(حدثنا) سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، و عمرو الناقد، واللفظ لسعيد، قالوا: أنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير، قال:
قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى دمعه الحصى، فقلت،: يا أبا العباس، وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال:
" ايتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي " فتنازعوا وما ينبغي عند نبي تنازع، و قالوا: ما شأنه أهجر استفهموه قال: " دعوني فالذي أنا فيه خير أوصيكم بثلاث، اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم " قال: وسكت عن الثالثة أو قالها فأنسيتها، قال أبو إسحاق: نا الحسن بن بشر، نا سفيان بهذا الحديث (متفق عليه) واللفظ لمسلم وأخرجه في (2 / 42) في باب ترك الوصية من كتاب الوصية

* (قوله: سكت عن الثالثة أو قالها فأنسيتها) وهو وصيته بكتاب الله ووصيته بأهل بيته، وقال النواوي في شرحه وأما الأحاديث الصحيحة في وصيته صلى الله عليه وسلم بكتاب الله ووصيته بأهل بيته عليهم السلام ووصيته بإخراج المشركين من جزيرة الوفد و بإجازة الوفد (شرح النواوي / ٢ / ٤٢) ويؤيده ما جاء في حديث عبد الرحمن بن عوف قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، انصرف إلى الطائف فحاصرها تسع عشرة أو ثمان عشرة لم يفتتحها، ثم أوغل روحة، أو غدوة ثم نزل ثم سجر (هجر) فقال:
" أيها الناس إني فرط لكم وأوصيكم بعترتي خيرا وإن موعدكم الحوض " رواه أبو يعلى في " المسند " (١ / ٣٩٣) و الحاكم (٢ / ١٢٠) والحديث صحيح وفي الباب جماعة من الصحابة وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي توفي فيه ثم قال: " أوصيكم بهذين خيرا وأشار إلى علي والعباس لا يكف عنهما أحد، ولا يحفظهما علي إلا أعطاه الله نورا حيت يردا به علي يوم القيامة " وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال: في مرض موته: أيها الناس: يوشك أن أقبض سريعا، فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول، معذرة إليكم، إلا أني مخلف فيكم كتاب ربي وعترتي أهل بيتي " ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: " هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا على الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما، رواه ابن حجر.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»