المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٧٢
(حدثنا) فروة بن أبي المغراء، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: عن عائشة، أنها أوصت عبد الله بن الزبير: لا تدفني معهم وادفني مع صواحبي بالبقيع لا أزكى به أبدا.
تفرد به البخاري وأخرجه في (1 / 186) الجزء / 6 باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب الجنائز.

* وفي حديث عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فقالت:
إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ادفنوني مع أزواجه فدفنت بالبقيع، رواه الحاكم (3 / 6).
وفي رواية عروة بن الزبير قال: ما ذكرت عائشة مسيرها (في وقعة الجمل) قط إلا بكت حتى تبل خمارها وتقول: يا ليتني كنت نسيا منسيا، رواه الخطيب (9 / 185) وفي رواية عند البيهقي في " الدلائل " (7 / 412) أنها قالت: لو درت إذا مت وكنت نسيا منسيا وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (1 / 4): وأما أصحاب الجمل فهم عند أصحابنا هالكون كلهم إلا عائشة وطلحة والزبير فإنهم تابوا ولولا التوبة لحكم لهم بالنار لإصرارهم على البغي، وأما عسكر الشام بصفين، فإنهم هالكون كلهم عند أصحابنا لا يحكم لأحد منهم إلا بالنار لإصرارهم على البغي وموتهم عليه رؤساؤهم والأتباع جميعا.
وقال أيضا: وأما الخوارج فإنهم مرقوا عن الدين بالخبر النبوي صلى الله عليه وسلم المجمع عليه ولا يختلف أصحابنا في إنهم من أهل النار.
وجملة الأمر أن أصحابنا والمعتزلة) يحكمون بالنار لكل فاسق مات على فسقه ولا ريب في أن الباغي على الإمام الحق والخارج عليه بشبهة أو بغير شبهة فاسق وليس هذا مما يخصون به عليا عليه السلام. وقد يرى كثير من أصحابنا في قوم من الصحابة أحبطوا ثوابهم كالمغيرة بن شعبة وكان شيخنا أبو القاسم البلخي إذا ذكر عنده عبد الله بن الزبير يقول: لا خير فيه، وقال مرة: لا يعجبني صلاته وصومه وليسا بنافعين له مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام: " لا يبغضك إلا منافق ".
وفي حديث أم سلمة: ذكر رسول الله خروج بعض الأمهات فضحكت عائشة: فقال: " أنظري يا حميراء أن لا تكوني أنت " أخرجه الحاكم (3 / 119) وفي رواية كان علي عليه السلام يقول: ما زال الزبير منا حتى نشأ ابنه عبد الله فأفسده وعبد الله بن الزبير هو الذي حمل الزبير على الحرب وهو الذي زين لعائشة مسيرها إلى البصرة وكان سبابا فاحشا يبغض بني هاشم ويلعن ويسب علي بن أبي طالب عليه السلام، وفي حديث الإمام الحسن بن علي أنه قال: يا معاوية بن خديج إياك وبغضنا فإن رسول الله (ص) قال: " لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا زيل عن الحوض يوم القيامة بسياط من نار " أخرجه الطبراني في " الأوسط " (3 / 203 برقم 2426)
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»