المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٧٨
(حدثنا) داود بن عمرو الضبي، قال: نا نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة، قال: قال عبد الله بن عمرو بن العاص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء وماؤه أبيض من الورق، وريحه أطيب من المسك و كيزانه كنجوم السماء، فمن شرب منه فلا يضمأ بعده أبدا " قال: وقالت أسماء بنت أبي بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني على الحوض حتى انظر من يرد علي منكم وسيؤخذ أناس دوني، فأقول: يا رب: ومن أمتي؟ فيقال: أما شعرت ما عملوا بعدك؟ والله، ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم " قال: فكان ابن أبي مليكة يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو أن نفتن عن ديننا (متفق عليه) واللفظ لمسلم وأخرجه في " صحيحه " (2 / 249) باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم.

* في الفروج والأحكام، وسبيت ذراري بني تغلب، ورددت ما قسم من أرض خيبر، ومحوت دواوين العطايا وأعطيت كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطي بالسوية، ولم أجعلها دولة بين الأغنياء وألقيت المساحة، وسويت بين المناكح، وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عز وجل وفرضه، ورددت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ما كان عليه، وسددت ما فتح فيه من الأبواب، وفتحت ما سد منه، وحرمت المسح على الخفين، وحددت على النبيذ وأمرت بإحلال المتقين، وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات، وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وأخرجت من أدخل مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أخرجه، وأدخلت من أخرج بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أدخله وحملت الناس على حكم القرآن، وعلى الطلاق على السنة و أخذت الصدقات على أصنافها وحدودها، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشرائعها ومواضعها، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله إذا لتفرقوا عني، والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة، وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة، فتساوى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي:
يا أهل الإسلام، غيرت سنة عمر، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا، ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري، ما لقيت من هذه الأمة من الفرقة، وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار، وأعطيت من ذلك سهم ذي القربى الذي قال الله عز وجل: " إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان " فنحن والله عني بذي القربى الذي قرننا الله بنفسه وبرسوله صلى الله عليه وآله فقال تعالى " فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل " (فينا خاصة) كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله (في ظلم آل محمد) إن الله شديد العقاب " لمن ظالمهم، رحمة منه لنا وغنى أغنانا الله به ووصى به نبيه صلى الله عليه وآله ولم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا أكرم الله رسوله
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»