المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٧٩
أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، أنه كان يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يرد على الحوض رجال من أصحابي فيحلئون عنه، فأقول: يا رب أصحابي فيقول: فإنه لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى " (متفق عليه) أخرجه البخاري (2 / 975) باب الحوض.
* رسوله صلى الله عليه وآله وأكرمنا أهل البيت أن يطعمنا من أوساخ الناس، فكذبوا الله وكذبوا رسوله صلى الله عليه وآله وجحدوا كتاب الله الناطق تجفا، ومنعونا فرضا فرضه الله لنا، ما لقي أهل بيت نبي من أمته ما لقينا بعد نبينا صلى الله عليه وآله والله المستعان على من ظلمنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " رواه أبو جعفر الكليني في " كتاب الروضة " ص / 57 55 برقم 21، ولهذا الحديث شواهد كثيرة في كتب الجوامع والمسانيد والمعاجم والمستدركات والمصنفات التي صنفت في الأحاديث و قال العلامة سعد الدين التفتازاني في " شرح المقاصد " (2 / 306) يعني أن ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المستور في كتب التواريخ على السنة الثقاة يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن الطريق الحق وبلغ حد الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد والعناد والحسد واللداد وطلب الملك والرياسة والميل إلى اللذات والشهوات إذ ليس كل صحابي معصوما ولا كل من لقي النبي (ص) بالخير موسوما إلا أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا لها محامل وتأويلات تليق وذهبوا إلى أنهم محفوظون عما يوجب التضليل والتفسيق صونا لعقائد المسلمين عن الزيغ والضلالة في حق كبار الصحابة سيما المهاجرين منهم والأنصار والمبشرين بالثواب في دار القرار، وأما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء إذ تكاد به الجماد والعجماء ويبكي له من في الأرض والسماء وتنهد منه الجبال وتنشق الصخور ويبقى سوء عمله على كر الشهور ومر الدهور فلعنة الله على من باشر أو رضى أو سعى ولعذاب الآخرة أشد وأبقى فإن قيل: فمن علماء المذهب من لم يجوز اللعن على يزيد مع علمهم بأنه يستحق ما يربوا على ذلك ويزيد قلنا نحاميا عن أن يرتقى إلى الأعلى فالأعلى كما هو شعار الروافض على ما يروى في أدعيتهم.